Skip to main content
جزيرة جميرا باي في دبي

ستبدو جزيرة جميرا باي في دبي خلال المستقبل القريب أقرب إلى بيفرلي هيلز أو لوس أنجلوس في ظل ما تشهده هذه الجزيرة من اقبال واسع من أثرياء العالم لشراء عقارات فائقة الفخامة وبأسعار غير مسبوقة في هذه الجزيرة الاصطناعية، وذلك بحسب تقرير أعدته شبكة "سي إن إن" الأمريكية حول سوق عقارات دبي ونشرته صحيفة "الخليج".

ورصدت "سي ان ان" التحولات الجذرية التي يشهدها سوق العقارات الفاخرة في دبي، وتحديداً ما حدث الشهر الماضي حيث بيعت قطعة أرض في جميرا باي تبلغ مساحتها 24500 قدم مربعة برقم قياسي بلغ 34 مليون دولار (125 مليون درهم)، أي أكثر من 5000 درهم للقدم المربعة الواحدة. وهو ما يُعدّ مكسباً ضخماً بنسبة 242% عن سعر الشراء الأصلي البالغ 36.5 مليون درهم (نحو 10 ملايين دولار) عام 2021.

وفي تقريرها، قالت «سي إن إن»، هناك العديد من الأشياء التي يمكنك شراؤها مقابل 34 مليون دولار في أجزاء مختلفة من العالم. سيشتري لك هذا المبلغ القلاع الشاهقة، أو القصور الضخمة المترامية الأطراف على شاطئ البحر، أو سلسلة من العقارات الفاخرة التي تمتد لأميال. ويمكن أن يشتري لك أيضاً أساطيل من سيارات «لامبورغيني» أو «رولز رويس فانتومز» الفارهة، أو حتى طائرتك الخاصة. لكن تخيل أن تدفع هذا المبلغ الكبير لقاء قطعة أرض فارغة.. نعم هذا ما حدث بالفعل في دبي.

وتابعت الشبكة الإخبارية، لم تكن الأرض مجرد كومة رمل، بل هي قطعة من أصل مجموعة أراضٍ معروضة في جزيرة «جميرا باي» الفاخرة في دبي، وسعرها المرتفع ما هو إلا انعكاس صارخ لمرونة سوق العقارات في الإمارة مقابل الاتجاهات الهبوطية في الاقتصادات العالمية. وكما يقول أصحاب العقارات، «إنها بالضبط ما يرغب الأثرياء بأن ينفقوا أموالهم عليه».

في لقاء مع «سي إن إن» قال أندرو كامينغز، الشريك ورئيس قسم العقارات الفاخرة في «نايت فرانك» العقارية التي تولت عملية البيع: «جميرا باي هي المكان الأكثر تميزاً في سوق العقارات. إنها لأصحاب الثروات الفائقة الذين يسألون أنفسهم، ما هو أفضل ما يمكنني الحصول عليه؟ والجزيرة تمثل الأفضل في فئتها من حيث الموقع والعقارات في دبي».

بولغاري

وأشادت «سي إن إن» بجزيرة «جميرا باي» الاصطناعية التي تبلغ مساحتها 6.3 مليون قدم مربعة على شكل فرس البحر، والتي تعد موطناً لفندق خمس نجوم تم تطويره بالتعاون مع العلامة التجارية الإيطالية الفاخرة بولغاري، وتوّج كأفضل فندق فخم جديد في العالم. بالإضافة إلى مشروع بولغاري لايتهاوس السكني المميز. فضلاً عن وجود الكثير من الشواطئ الرملية، ومرسى لعشرات اليخوت، والمطاعم الراقية وصالة رياضية ومركز سبا.

وفي عام 2022، بيعت قطعتا أرض متماثلتان في الجزيرة مقابل 180 مليون درهم، أي ما يزيد قليلاً على 49 مليون دولار، ما يشير إلى أن قيمة المنطقة آخذة في الارتفاع.

وبهذا الصدد يضيف كامينغز: «لقد حظيت قطعة الأرض هذه بتقدير كبير، لأسباب ليس أقلها الموقع، فهي قريبة جداً من «بولغاري» و«فورسيزونز»، وكذلك من وسط مدينة دبي والمنطقة التجارية. وبسبب خصوصيتها وحصريتها أيضاً، فهي واحدة من 100 قطعة فقط في الجزيرة أو نحو ذلك، على عكس أماكن أخرى مثل نخلة جميرا، على سبيل المثال، التي تضم آلاف العقارات».

العقارات الفاخرة 

تحدثت «سي إن إن» عن مواصلة سوق العقارات في دبي زخمه؛ حيث بيع 93 عقاراً بقيمة 10 ملايين دولار أو أكثر في عام 2021، وهو ما تجاوز معدلات السنوات السبع السابقة مجتمعة. ووفقاً لكامينغز، قفز هذا الرقم إلى 221 عملية بيع في عام 2022، وخلال الربع الأول لهذا العام، شهدت دبي بالفعل 88 صفقة جديدة.

في الواقع، ربما تكون نخلة جميرا أشهر جزر دبي، وهي أيضاً أكبر جزيرة اصطناعية في العالم، بمساحة تبلغ حوالي 2.2 ميل مربع مقارنة بجميرا باي الأصغر بكثير. لكن مع ذلك، وبحسب كامينغز، فإن نوع العقارات التي يجري بناؤها الآن لقضاء العطلات طويلة الأجل «لا يشبه أي شيء رأيته في دبي.

وأشار كامينغز إلى لعب الوباء دوراً مهماً في هذا الانتعاش، فعلى مدار العامين الماضيين، أراد الناس الانتقال إلى أماكن أكثر اتساعاً، والعيش بالقرب من الشاطئ. وقال: «إذا نظرت إلى نيويورك، فقد انتقل الناس إلى الريف، نفس الشيء في لندن والمدن الكبرى الأخرى. وفي دبي، رأينا ذلك، ورأينا أيضاً التدفقات الهائلة للمستثمرين الدوليين الذين جذبتهم طريقة تعامل الحكومة المذهلة مع فيروس «كورونا»، ومعدلات التطعيم المرتفعة، وحجم السلامة والأمن الكبيرين، ولا ننسى أسلوب الحياة المميز في دبي».

لقد جرى تخفيض أعداد قطع الأرض في الجزيرة من 128 إلى ما يزيد قليلاً على 100 قطعة، بسبب شراء بعض المستثمرين أكثر من واحدة لبناء فلل أكبر. ويتوقع كامينغز أن عملية البيع القياسية تلك ستزيد من قيمة باقي الأراضي والقصور في الجزيرة، بمجرد بنائها. وأضاف: «لدينا وحدة قيد الإنشاء حالياً، ونتوقع أن نطرحها في السوق بحلول نهاية العام بسعر قد يتجاوز 100 مليون دولار».